تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣١٨
معها وأن أمرها سيتم دون الأخرى فخرجوا حتى إذا كانوا من المدينة على ثلاث تقدم أناس من أهل البصرة فنزلوا ذا خشب وأناس من أهل الكوفة فنزلوا الأعوص (1) وجاءهم أناس من أهل مصر وتركوا عامتهم بذي المروة ومشى فيما بين أهل مصر وأهل البصرة زياد بن النضر وعبد الله بن الأصم وقالوا لا تعجلوا حتى ندخل لكم المدينة ونرتاد زياد فإنه قد بلغنا أنهم قد عسكروا لنا فوالله إن كان أهل المدينة قد خافونا واستحلوا قتالنا ولم يعلموا علمنا لهم علينا إذا علموا علمنا أشد وإن أمرنا هذا لباطل وإن لم يستحلوا قتالنا ووجدنا الذي بلغنا باطلا لنرجعن إليكم بالخبر قالوا اذهبوا فدخل الرجلان فلقوا أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) وطلحة والزبير وعليا وقالوا (2) إنما نؤم هذا البيت ونستعفي هذا الوالي من بعض عمالنا ما جئنا إلا لذلك واستأذنوهم للناس للدخول [فكلهم] (3) أبى ونهى وقال بيض ما تفرخن (4) فرجعا إليهم فاجتمع من أهل مصر نفر فأتوا عليا ومن أهل البصرة نفر فأتوا طلحة ومن أهل الكوفة نفر فأتوا الزبير قال كل فريق منهم إن يبايعنا (5) صاحبنا وإلا كدناهم وفرقنا جماعتهم ثم كررنا حتى نبغتهم فأتى المصريون عليا وهو في عسكر عند أحجار الزيت (6) عليه حلة أفواف (7) معتم بشقيقة حمراء يمانية متقلدا السيف ليس عليه قميص وقد سرح الحسن إلى عثمان فيمن اجتمع إليه والحسن جالس عند عثمان وعلي عند أحجار الزيت فسلم عليه المصريون وعرضوا له فصاح بهم واطردهم وقال لقد علم الصالحون أن جيش ذي المروة وذي خشب والأعوص ملعونون على لسان محمد (صلى الله عليه وسلم) فارجعوا لا (8) صحبكم الله قالوا نعم فانصرفوا من عنده على ذلك

(1) موضع قرب المدينة (معجم البلدان).
(2) الأصل: وقال، والتصويب عن م و " ز ".
(3) الزيادة عن " ز "، وم.
(4) والذي في اللسان " فرخ " أن قوما استأذنوا عليا في قتل عثمان فنهاهم وقال: " إن تفعلوه فبيضا فليفرخنه " أراد إن تقتلوه، تهيجوا فتنة يتولد منها شئ كثير.
(5) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": بايعنا، وهو أشبه بالصواب.
(6) موضع بالمدينة قريب من الزوراء (معجم البلدان).
(7) أفواف جمع فوف وهو القطن، وحلة أفواف ضرب من برود اليمن (اللسان).
(8) الأصل: إلى، والتصويب عن " ز "، وم.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»