تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣١٧
أن يبتزوه لغير الحق وقد طال عليهم (1) عمري وراث (2) عليهم أملهم واستعجلوا القدر وإني جمعتهم والمهاجرين والأنصار فنشدتهم فأدوا الذي علموا فكان أول ما شهدوا به أن يقتل من دعا لنفسه أو إلى أحد وفسر لهم ما اغتدوا به عليه وما أجابهم فيه وشهد له عليه ورجع إليهم الذين [شخصوا] (3) لا يستطيعون أن يظهروا شيئا حتى إذا دخل شوال سنة اثنتي عشرة خرجوا كالحجاج فنزلوا قرب المدينة وبهذا الإسناد قالوا لما كان في شوال سنة خمس وثلاثين خرج أهل مصر في أربع رفاق (4) على أربعة أمراء المقلل يقول ستمائة والمكثر يقول ألف على الرفاق عبد الرحمن بن عديس البلوي وكنانة بن بشر الليثي وسودان بن حمران السكوني وقتيرة بن فلان السكوني وعلى القوم جميعا الغافقي بن حرب العكي ولم يجترئوا أن يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب إنما خرجوا كالحجاج ومعهم ابن السوداء وخرج أهل الكوفة في أربع رفاق وعلى الرفاق زيد بن صوحان العبدي والأشتر النخعي وزياد بن النضر الحارثي وعبد الله بن الأصم أحد بني عامر بن صعصعة وعليهم جميعا عمرو بن الأصم وعددهم كعدد أهل مصر وخرج أهل البصرة في أربع رفاق وعلى الرفاق حكيم بن جبلة العبدي وذريح بن عباد العبدي وبشر بن شريح الحطم (5) بن ضبيعة القيسي وابن محرش بن عبد عمرو الحنفي وعددهم كعدد أهل مصر وأميرهم جميعا حرقوص بن زهير السعدي سوى من تلاحق بهم من الناس وأما أهل مصر فإنهم كانوا يشتهون عليا وأما أهل البصرة فإنهم كانوا يشتهون طلحة وأما أهل الكوفة فإنهم كانوا يشتهون الزبير فخرجوا وهم على الخروج جميع في التأمير شتى لا تشك (6) كل فرقة إلا أن الفلج

(1) أقحم بعدها بالأصل: " علمي عليهم ".
(2) أي أبطأ.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن م، وهامش " ز ".
(4) رفاق جمع رفقة، وهم الجماعة المترافقون في السفر.
(5) بالأصول الثلاثة، شريح بن الحطم، والمثبت عن الطبري، انظر جمهرة ابن حزم ص 320 فالحطم هو شريح.
(6) الأصل: شك، وفي م: يشك، والحرف الأول في " ز " بدون إعجام.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»