وعبد الرحمن بن غنم (1) بمثل ذلك وقام بمصر خارجة في أشباه له وكان بعض المحضضين شهد قدومهم فلما رأوا حالهم انصرفوا إلى أمصارهم بذلك وقاموا فيهم ولما جاءت الجمعة التي على أثر نزول المصريين مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) خرج عثمان فصلى بالناس ثم قام على المنبر فقال يا هؤلاء الغزاء (2) الله الله فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنكم لملعونون على لسان محمد (صلى الله عليه وسلم) فامحوا الخطايا بالصواب فإن الله لا يمحو السئ إلا بالحسن فقام محمد بن مسلمة فقال أنا أشهد بذلك فأخذه حكيم بن جبلة فأقعده فقام زيد بن ثابت فقال أبغي (3) الكتاب فثار إليه في ناحية أخرى محمد بن أبي قتيرة فأقعده فأفظع وثار القوم بأجمعهم فحصبوا الناس حتى أخرجوهم وحصبوا عثمان حتى صرع على المنبر فغشي (4) عليه فاحتمل فأدخل داره وكان المصريون لا يطمعون في أحد من أهل المدينة أن يساعدهم إلا في ثلاثة نفر فإنهم كانوا يراسلونهم محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر (5) وعمار بن ياسر وشرى أناس من الناس فاستقتلوا (6) [منهم] (7) سعد بن مالك وأبو هريرة وزيد بن ثابت والحسن بن علي فبعث إليهم عثمان بعزمه لما انصرفوا فانصرفوا وأقبل علي حتى دخل على عثمان وأقبل طلحة حتى دخل عليه [وأقبل الزبير حتى دخل عليه] (8) يعودونه من صرعته ويشكون بثهم ثم رجعوا إلى منازلهم أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي بن أحمد أنا أبو عبد الله النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (9) قال أبو الحسن قدم أهل مصر عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي وأهل البصرة
(٣٢١)