تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣١٤
وقالوا إني أحب أهل بيتي وأعطيهم فأما حبي فإنه لم يمل معهم على جور بل أحمل الحقوق عليهم وأما إعطاؤهم فإني إنما أعطيهم من مالي ولا أستحل أموال المسلمين لنفسي ولا لأحد من الناس ولقد كنت أعطي العطية والرغيبة من صلب مالي أزمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر وعمر وأنا يومئذ شحيح حريص أفحين أتيت على أسنان أهل بيتي وفني عمري ووزعت الذي لي في أهلي قال الملحدون ما قالوا إني والله ما حملت على مصر من الأمصار فضلا فيجوز ذلك لمن قاله ولقد رددته عليهم ولا قدم (1) علي الأخماس (2) ولا يحل لي منها شئ فولي المسلمون وضعها في أهلها دوني ولا تبلغت من مال الله عز وجل بفلس فما فوقه ولا أتبلغ به ما آكل إلا في (3) مالي وقالوا أعطيت الأرض رجالا وإن هذا الأرضين شاركهم فيها (4) المهاجرون والأنصار أيام افتتحت فمن أقام بمكانه من هذه الفتوح فهو أسوة أهله ومن رجع إلى أهله لم يذهب ذلك ما حوى الله عز وجل فنظرت في الذي يصيبهم مما أفاء الله عليهم فبعته لهم بأمرهم من رجال أهل عقار ببلاد العرب فنقلت إليهم نصيبهم فهو في أيديهم دوني وكان عثمان قد قسم ماله وأرضه في بني أمية وجعل ولده كبعض من يعطي فبدأ ببني أبي العاص فأعطى آل الحكم [رجالهم عشرة آلاف عشرة آلاف] (5) فأخذوا (6) مائة ألف وأعطى بني عثمان مثل ذلك وقسم في بني العاص وفي بني العيص وفي بني حرب ولانت حاشية عثمان لأولئك الطراء (7) وأبى المسلمون إلا قتلهم وأبى إلا تركهم فذهبوا فرجعوا إلى بلادهم على أن يغزوهم مع الحجاج كالحجاج وتكاتبوا وقالوا موعدكم ضواحي المدينة في شوال قال ونا سيف عن عبيد الطنافسي عن الشعبي قال قال عثمان يوم جمع القوم وفسر لهم إني والله ما لي بعير غير راحلتين وما هذا الحمى إلا من فئ المسلمين لصدقة المسلمين وكانوا إذا راعوكم ظلمتموهم [واستأثرتم

(1) الأصل: قد، والمثبت عن " ز "، وم.
(2) الطبري: إلا الأخماس.
(3) سقطت " في " من الطبري.
(4) " فيها " مكررة بالأصل.
(5) الزيادة بين معكوفتين عن " ز "، " وم.
(6) عن " ز "، وم وبالأصل: اتخذوا.
(7) كذا بالأصول، والطراء: الغرباء، وفي الطبري: الطوائف.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»