نعمتك من الشاكرين واجزه عني خيرا ثم قال السلام عليك ورحمة الله وبركاته لا أراك بعد اليوم يرحمك الله وإني أكره الشهرة والوحدة أعجب إلي لأني كثير الغم ما دمت مع هؤلاء الناس حيا ولا تسأل عني ولا تطلبني واعلم أنك مني على بال وإن لم أرك وتراني فادع لي فإني سأدعو لك وأذكرك إن شاء الله انطلق أنت ها هنا حتى آخذ أنا ها هنا فحرصت أن أمشي معه ساعة فأبى علي ففارقته وأنا أبكي وبكى فجعلت أنظر في قفاه حتى دخل بعض السكك ثم سألت عنه بعد ذلك وطلبته فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشئ رحمه الله وغفر له وما أتت علي جمعة إلا وأنا أراه في منامي مرة أو مرتين أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي في كتابهما عن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيبة المفسر قال وجدت في كتاب جدي الحسن بن جعفر أن السري بن خزيمة السويدي حدثهم حدثنا إبراهيم بن طارق الكوراني حدثنا الفضيل (1) بن عياض قال وأنا أبو القاسم الحسن بن محمد أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الصديق وحدثنا الحسين بن مصعب السنجي (2) حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق حدثنا الفضيل بن عياض أنا أبو قرة السدوسي (3) عن سعيد بن المسيب قال نادى عمر بن الخطاب وهو على المنبر بمنى يا أهل قرن فقام مشايخ فقالوا نحن يا أمير المؤمنين قال أفي قرن من اسمه أويس فقال شيخ يا أمير المؤمنين ليس فينا من اسمه أويس إلا مجنون يسكن القفار والرمال لا يألف ولا يؤلف فقال ذاك الذي أعنيه إذا عدتم إلى قرن فاطلبوه وبلغوه سلامي وقولوا له إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشرني بك وأمرني أن أقرأ عليك سلامه قال فعادوا إلى قرن فطلبوه فوجدوه في الرمال فأبلغوه سلام عمر وسلام النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال عرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي السلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وهام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا ثم عاد في أيام علي فقاتل بين يديه فاستشهد في صفين أمامه فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة من
(٤٣٤)