تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٩٩
الرابعة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء الخامسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السماء السادسة فقالوا له مثل ذلك ثم عرج به إلى السابعة فقالوا له مثل ذلك وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم فوعيت منهم إدريس في الثانية وهارون وعيسى في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه وإبراهيم في السادسة وموسى في السابعة عليهم الصلاة والسلام بتفصيل كلام الله تعالى فقال موسى رب لم أظن أن ترفع علي أحدا ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله تعالى حتى جاء سدرة المنتهى فأوحى الله إليه فيما أوحى خمسين صلاة على أمتك في كل يوم وليلة ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه موسى فقال ماذا عهد إليك ربك قال عهد إلي خمسين صلاة كل يوم وليلة قال إن أمتك لا تستطيع ذلك فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم فالتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى جبريل عليه السلام كأنه يستشير في ذلك فأشار جبريل له أن نعم إن شئت قال (1) فعلا به إلى الجبار تبارك وتعالى قال وهو مكانه يا رب خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع ذلك فوضع عنه عشر صلوات ثم رجع إلى موسى فاحتبسه فلم يزل يردده موسى إلى ربه عز وجل حتى صارت إلى خمس صلوات ثم احتبسه موسى عند الخمس قال يا محمد والله لقد راودت بني إسرائيل قومي على أدنى من هذه الخمس فضعفوا وتركوه وإن أمتك أضعف أجسادا وقلوبا وآذانا وأسماعا وأبصارا فارجع فليخفف عنك ربك كل ذلك يلتفت النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى جبريل عليه السلام فيشير عليه فلا يكره ذاك جبريل فرجع عند الخامسة فقال يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وآذانهم وأبصارهم وأسماعهم فخفف عنا قال الجبار يا محمد قال لبيك وسعديك قال إنه لا يبدل القول لدي كما فرضت عليك في أم الكتاب قال كل حسنة بعشر (2) أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك فرجع إلى موسى فقال كيف فعلت قال خفف عنا أعطانا بكل حسنة عشرا أمثالها قال موسى قد والله أردت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه ارجع إلى ربك فليخفف أيضا عنك قال النبي (صلى الله عليه وسلم) قد والله استحييت من ربي فيما اختلف إليه قال فأهبط باسم الله فاستيقظ وهو في المسجد الحرام انتهى [789]

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن هامش الأصل، وبجانبها علامة صح.
(2) بالأصل وخع: " بعشرة " والصواب ما أثبت.
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480