تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ٤٩٨
وأما حديث شريك فأخبرناه عاليا أبو غانم محمد بن علي بن عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون الهاشمي وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا قالا أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن محمود بن محمد الواسطي أنبأنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي أنبأنا عبد العزيز بن بلال عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه قال سمعت أنس بن مالك يقول ليلة أسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم هو هو فقال أوسطهم هو خيرهم فقال أحدهم خذوا خيرهم فكانت تلك الليلة فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (1) تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم فتولاه منهم جبريل فشق جبريل عليه السلام ما بين نحره إلى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله بماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ثم أتى بطشت من ذهب فيه نور من ذهب محشوا إيمانا وحكمة فحشا به صدره وأساريره وعرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء من هذا قال جبريل قال من معك قال معي محمد قالوا أوقد بعث قال نعم قالوا مرحبا به وسهلا سيبشر به أهل السماء لا يعلم أهل السماء ما يريد الله تعالى به في الأرض حتى يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم فقال له جبريل هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلم عليه فرد عليه آدم وقال مرحبا بابني نعم الابن أنت فإذا هو في السماء بنهرين يطردان فقال ما هذان النهران يا جبريل قال النيل والفرات ثم مضى به إلى السماء فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فضرب بيده فإذا هو مسك أذفر قال ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي حيا لك ربك ثم عرج به إلى السماء الثانية فقالت الملائكة مثل ما قالت له الأولى والثانية ثم عرج به إلى الثالثة فقالت الملائكة مثل ما قالت الأولى والثانية ثم عرج به إلى السماء

(1) زيادة عن خع، سقطت من الأصل.
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480