5997 - عمر بن أكثم بن أحمد بن حبان بن بشر، أبو بشر الأسدي:
ولي القضاء ببغداد في أيام المطيع لله من قبل أبي السائب عتبة بن عبيد الله، ثم ولى القضاء القضاة بعد ذلك، وكان ينتحل مذهب الشافعي، ولم يل قضاء القضاة من الشافعيين قبله غير أبي السائب فقط.
أخبرنا علي بن المحسن، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما افتتح المطيع لله والأمير معز الدولة أحمد بن بويه البصرة - في شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة - خرج القاضي أبو السائب عتبة بن عبيد الله إلى البصرة مهنئا لهما. وكان يكتب له على الحكم أبو بشر عمر بن أكثم بن أحمد بن حبان بن بشر الأسدي، وحبان رجل من جلة المسلمين تقلد القضاء في نواح كثيرة، وتقلد أصبهان ثم قلد الشرقية، وأبو بشر رجل من سروات الرجال فنشأ نشوءا حسنا على حال صيانة تامة، ومعرفة ثاقبة، فقبل الحكام شهادته، ثم كتب للقضاة، فاستخلفه القاضي أبو السائب عند خروجه على الجانب الشرقي، ثم جمع البلد لأبي السائب - وهو بالبصرة مع المطيع - فكتب بذلك إلى الحضرة، واستخلفه على بغداد بأسرها فتحمل القضاء بوضعه، وأجرى الأمور مجاريها، وأصدرها مصادرها وواصل الجلوس، ولم يحتجب عن الخصوم، وأجهد نفسه في الصبر على كبار الأمور غير برم ولا ضجر فظهر منه خشونة فانحسم عنه الطمع، وأعتقد أهل الأقدار مودته، وبثوا في الناس شكره وذكره، ثم أصعد القاضي أبو السائب إلى الحضرة ونظر في الأمور بنفسه، وعاد أبو بشر إلى كتابته. قال طلحة: نظرت في التاريخ فإذا القاضي أبو بشر عمر بن أكثم بن أحمد بن حبان قد جلس في الشرقية في الموضع الذي جلس فيه حبان بن بشر جد أبيه بعد مائة سنة.
قلت: لم يزل عمر بن أكثم على كتابة أبي السائب إلى أن مات أبو السائب وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة خمسين وثلاثمائة، فأقر عمر بن أكثم على خلافته إلى أن قلد القضاء أبو العباس بن أبي الشوارب في شعبان من هذه السنة، ثم عزل في سنة اثنتين وخمسين، وقلد أبو بشر قضاء القضاة في رجب من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، فلم يزل يتولاه إلى أن صرف عنه في شعبان من سنة ست وخمسين، ولازم منزله إلى أن توفي، فكانت مدة تقلده قضاء القضاة إلى أن صرف عنه أربع سنين وأياما.