قال: بلغني أن عبد الرحمن كان يحمل عليه، ولا أدري ما كانت قصته. فقال له أبو جعفر: إني سمعت من يحكي عن ابن مهدي أنه قدم عليهم عمر بن هارون البصرة وهو شاب، فذاكره عبد الرحمن فكتب عنه ثلاثة أحاديث: منها حديث عن يحيى ابن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد الله الحضرمي عن عبد الله بن عمرو في شرب العصير، ومنها عن عبد الملك عن عطاء في الحفار ينسى الفأس في القبر بعد ما يفرغ منه، وحديث آخر. فلما كان بعد زمان قدم عليهم البصرة، فأتى رجل عبد الرحمن فقال: إنك كتبت عن هذا شيئا، فأعطاه الرقعة فذهب إليه فسأله عن حديث يحيى بن أبي عمرو فقال: لم أسمع من يحيى بن أبي عمرو شيئا، إنما كان هذا مني في الحداثة، وسأله عن حديث عبد الملك فقال: لم أسمع من عبد الملك إنما حدثنيه فلان عن عبد الملك، فأتى ابن مهدي فأخبره فنال منه. وتكلم فيه فقال أبو عبد الله:
كان أكثر ما يحدثنا عن ابن جريج، ويروي عن الأوزاعي. فقيل له: فتروي عنه؟ قال:
قد كنت رويت عنه شيئا.
قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: عمر بن هارون البلخي أبو حفص الثقفي كان كثير السماع. روى عنه عفان بن مسلم، وقتيبة بن سعيد، وغير واحد من أهل الحديث. ويقال إن مرجئة بلخ كانوا يقعون فيه. وكان أبو رجاء - يعني قتيبة - يطريه ويوثقه. وذكر عن وكيع أنه قال: عمر بن هارون مر بنا، وبات عندنا، وكان يزين بالحفظ. سمعت أبا رجاء يقول: كان عمر بن هارون شديدا على المرجئة، وكان يذكر مساويهم وبلاياهم قال: وإنما كانت العداوة فيما بينه وبينهم من هذا السبب. قال: وكان من اعلم الناس بالقراءات، وكان القراء يقرءون عليه، ويختلفون إليه في حروف القرآن. وسمعت أبا رجاء يقول: سألت عبد الرحمن بن مهدي فقلت إن عمر بن هارون قد أكثرنا عنه، وبلغنا أنك تذكره؟ فقال: أعوذ بالله ما قلت فيه إلا خيرا قال: وسمعت أبا رجاء يقول: قلت لعبد الرحمن بلغنا انك قلت إنه روي عن فلان ولم يسمع منه؟ فقال: يا سبحان الله، ما قلت انا ذا قط، ولو روى ما كان عندنا بمتهم.
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا ابن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال أبو زكريا: عمر بن