أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أخبرنا طلحة بن أحمد بن الحسن الصوفي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا عبد الله بن منصور قال سمعت أبا حفص بن أخت بشر بن الحارث يقول: اشتهى بشر سفرجلة في علته، فقالت لي أمي: يا بنى اطلب لي سفرجلة، قال فجئت بها، قال فأخذها فجعل يشمها، قال ثم وضعها بين يديه، قال فقالت أمي، يا أبا نصر كلها، قال: ما أطيب ريحها، قال فما زال يشمها حتى مات وما ذاقها.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق أخبرنا مخلد بن جعفر الدقاق حدثنا محمد بن جرير الطبري قال حدثني أحمد بن خالد الخلال قال سمعت بعض أصحابنا يقول: قال بشر بن الحارث: ما أدع الفاكهة زهدا فيها، ولكني أكره أن أعطيها شهوتها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا عيسى بن محمد الطوماري حدثنا أبو صفوان - يعنى عبد الرحمن بن حرب السمسار - قال سمعت محمد بن المثنى يقول قال لي عمر بن أخت بشر بن الحارث: دخل علينا بشر بن الحارث يوم أضحى، قال فقالت له أمي: أحسب أن الكلاب قد شبعت من اللحم في هذا اليوم. قال فخرج فلما كان العصر جاءنا ومعه خرقة فيها رطل رحم. فقال لها: اطبخي هذا. قال: قالت إيش أطبخه؟ قال: اطبخيه بماء وملح. قال فطبخت نصفه بماء وملح، واشترت بحبة سلقا وطبخت النصف الآخر به، قال فلما كان المغرب جاء ومعه رغيف وما رأيناه قط أكل عندنا شيئا، قال: فقال لها - أثردي هذا الرغيف في الماء والملح وهاتيه. قال ففعلت وقدمته إليه، قال فجعل يأكل الثريد ويدع اللحم. قال فشالته. فلما كان من الغد جاءنا ومعه رغيف، قال فقال لها إن كان قد بقى من ذلك الماء والملح شئ فاثردي هذا الرغيف فيه وهاتيه، قالت: ما بقى من الماء والملح شئ، ولكن كنت قد اشتريت بحبة سلقا وعملت باقي اللحم، وقد بقى منه شئ، فقال: ولا هذا أيضا لي فيه حاجة. قالت له: ولم؟ قال لأن الماء والملح قلت لك بقى شئ منه فقلت لا وكذبت فيه، وهذا أفسدتيه بسلق لا أدرى من أين هو!.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرني أبي حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدثني أبي أخبرني عبد الله بن عبيد البغدادي. قال: كان بشر بن الحارث يخرج كل يوم من منزله فيغلق بابه ويضع مفتاحه عند جار له بقال خشية أن يضيع