على باب ابن علية، أو رأيته ونحن منصرفون من عند ابن علية. وقال عبد الله: سمعت أبي يقول - وذكر بشر بن الحارث - فقال: إني لأذكر به عامر بن عبد الله - يعني ابن عبد قيس.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي حدثنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا الحسن بن علي بن شبيب قال سمعت أحمد بن محمد يقول سمعت يحيى بن أكثم يقول: ما بلغنا عن عامر بن عبد قيس شئ إلا وفى بشر بن الحارث مثله أو أكثر منه، إلا أن يكون كان في قلب عامر شئ لم يكن في قلب بشر مثله.
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا على بن عبد الله بن الحسن الهمذاني حدثنا القاسم بن الحسن بن جرير حدثنا محمد بن أبي عتاب عن محمد بن المثنى قال قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هذا الرجل؟ فقال لي: أي الرجال؟ فقلت له:
بشر، فقال لي: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال، أو عامر بن عبد قيس، ما مثله عندي إلا مثل رجل ركز رمحا في الأرض، ثم قعد منه على السنان، فهل ترك لأحد موضعا يقعد فيه؟.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا محمد بن العباس، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الزهري، حدثنا أبو العباس البراني، أخبرني المروذي. قال: لما قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: مات بشر بن الحارث. قال: مات رحمه الله، وماله نظير في هذه الأمة، إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرا مات ولم يترك شيئا. وهذا قد مات ولم يترك شيئا، ثم قال: لو تزوج كان قد تم أمره.
أخبرني الأزهري أخبرنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ أن أبا الحسن بن دليل حدثه قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قد رأيت رجالات الدنيا، لم أر مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل. وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا، ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام كأنه جبل نفخ فيه علم! قال عمر بن أحمد: إبراهيم رأى الثلاثة ولم يحدث إلا عن أحمد.