منزل أبى هيثم بن التيهان الأنصاري قال فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا فسلم وأستأذن ثلاث مرات وأم الهيثم من وراء الباب تسمع الكلام يريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام فلما أراد أن ينصرف خرجت أم هيثم تسعى خلفنا فقالت يا رسول الله قد والله سمعت تسليمك ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ثم قال أين أبو الهيثم لا أراه قالت هو يا رسول الله قريب ذهب يستعذب لنا الماء ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله فبسطت لهم بساطا تحت شجرة وجاء أبو الهيثم ففرح بهم وقرت عيناه بهم وصعد على نخلة فصرم لهما أعذاقا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك أبا الهيثم قال يا رسول الله تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه ثم أتاهم بماء فشربوا عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه فقام أبو الهيثم ليذبح لهم شاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك واللبون فقامت أم الهيثم تعجن وتخبز لهم فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رؤوسهم للقائلة فانتبهوا وقد أدرك طعامهم فوضع الطعام بين أيديهم فأكلوا وشبعوا وحمدوا الله عز وجل ورد عليهم أبو الهيثم بقية الأعذاق فأكلوا من رطبه ومن تذنوبه فسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم وقد روى في هذا الباب أحاديث من غير هذا الوجه صالحة الاسناد (857) عبد الله بن عمران القرشي عن مالك بن دينار لا يتابع على حديثه حدثناه الحسين بن إسحاق التستري قال حدثنا على بن بحر القطان قال حدثنا فضل بن حماد الواسطي قال حدثنا عبد الله بن عمران القرشي قال حدثنا مالك بن دينار عن معبد الجهني عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمى حظ كل مؤمن في الدنيا من النار إسناده غير محفوظ والمتن معروف بغير هذا الاسناد وقد روى في هذا أحاديث مختلفة في الألفاظ بأسانيد صالحة
(٢٨٧)