أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا أبو المليح عن فرات بن مسلم قال اشتهى عمر بن عبد العزيز التفاح فبعث إلى بيته فلم يجد شيئا يشترون له به فركب وركبنا معه فمر بدير فتلقاه غلمان للديرانيين معهم أطباق فيها تفاح فوقف على طبق منها فتناول تفاحة فشمها ثم أعادها إلى الطبق ثم قال ادخلوا ديركم لا أعلمكم بعثتم إلى أحد من أصحابي بشئ قال فحركت بغلتي فلحقته فقلت يا أمير المؤمنين اشتهيت التفاح فلم يجدوه لك فأهدي لك فرددته قال لا حاجة لي فيه فقلت ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يقبلون الهدية قال إنها لأولئك هدية وهي للعمال بعدهم رشوة أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا أبو المليح عن فرات بن مسلم قال كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة فعرضتها عليه فأخذ منها قرطاسا قدر شبر أو أربع أصابع بقي فكتب فيه حاجة له فقلت غفل أمير المؤمنين فلما كان من الغد بعث إلي أن تعال وجئ بكتبك فجئته بها فبعثني في حاجة فلما جئت قال ما نال لنا أن ننظر في كتبك بعد قلت لا إنما نظرت فيها أمس قال خذها حتى أبعث إليك فلما فتحت كتبي وجدت فيها قرطاسا قدر قرطاسي الذي أخذ أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا بن المبارك عن معمر قال كتب عمر بن عبد العزيز أما بعد فلا تخرجن لاحد من العمال رزقا في العامة والخاصة فإنه ليس لأحد أن يأخذ رزقا من مكانين في الخاصة والعامة ومن كان أخذ من ذلك شيئا فاقبضه منه ثم أرجعه إلى مكانه الذي قبض منه والسلام أخبرنا عبد الله بن جعفر قال أخبرنا بن المبارك عن معمر أن عمر بن عبد العزيز كتب أما بعد فاستوص بمن في سجونك وأرضك خيرا حتى لا تصيبهم ضيعة وأقم لهم ما يصلحهم من الطعام والأدام
(٣٧٧)