عليه وقالت دخلت عليه وهو أمير المدينة يومئذ فأخرج عني كل خصي وحرسي حتى لم يبق في البيت غيري وغيره ثم قال يا بنت علي والله ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إلي منكم ولأنتم أحب إلي من أهل بيتي أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا إبراهيم بن جعفر بن محمد الأنصاري عن أبيه قال كانت فدك صفيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت لابن السبيل وسألته ابنته فدك أن يهبها لها فأبى رسول الله ذلك عليها فلم يطمع فيها طامع ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والامر على ذلك فولي أبو بكر فسلك بها ما كان رسول الله يفعل ثم توفي أبو بكر وولي عمر فسلك بها ما كان رسول الله يفعل ثم كان عثمان فمثل ذلك فلما كانت الجماعة على معاوية سنة أربعين ولى معاوية مروان بن الحكم المدينة فكتب إلى معاوية يطلب إليه فدك فأعطاه إياها فكانت بيد مروان يبيع ثمرها بعشرة آلاف دينار كل سنة ثم نزع مروان عن المدينة وغضب عليه معاوية فقبضها منه فكانت بيد وكيله بالمدينة وطلبها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان من معاوية فأبى معاوية أن يعطيه وطلبها سعيد بن العاص فأبى معاوية أن يعطيه فلما ولى معاوية مروان المدينة المرة الآخرة ردها عليه بغير طلب من مروان ورد عليه غلتها فيما مضى فكانت بيد مروان فأعطى عبد الملك نصفها وأعطى عبد العزيز بن مروان نصفها فوهب عبد العزيز نصفها الذي كان بيده لعمر بن عبد العزيز قال فلما توفي عبد الملك طلب عمر بن عبد العزيز إلى الوليد حقه فوهبه له وطلب إلى سليمان حقه فوهبه له ثم بقي من أعيان بني عبد الملك حتى خلصت لعمر بن عبد العزيز قال جعفر فلقد ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وما يقوم به وبعياله إلا هي تغل عشرة آلاف دينار في كل سنة وأقل قليلا وأكثر فلما ولي الخلافة سأل عن فدك وفحص عنها فأخبر بما كان من أمرها في عهد
(٣٨٨)