ولو كان الذي أنا فيه لاتخاذ أزواج واعتقاد أموال كان الله قد بلغ بي أحسن ما بلغ بأحد من خلقه ولكني أخاف حسابا شديدا ومسألة لطيفة إلا ما أعان الله والسلام عليك ورحمة الله أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عمر بن بهرام الصراف قال قرئ كتاب عمر بن عبد العزيز علينا بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عدي بن أرطأة ومن قبله من المسلمين والمؤمنين سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فانظر أهل الذمة فارفق بهم وإذا كبر الرجل منهم وليس له مال فأنفق عليه فإن كان له حميم فمر حميمه ينفق عليه وقاصه من جراحه كما لو كان لك عبد فكبرت سنه لم يكن لك بد من أن تنفق عليه حتى يموت أو يعتق قال وبلغني أنك تأخذ من الخمر والعشور فتبقيه في بيت مال الله فإياك أن تدخل بيت مال الله إلا طيبا والسلام عليكم أخبرنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن الأوزاعي عن رجل عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عامل له إياك والمثلة جر الرأس واللحية أخبرنا قبيصة بن عقبة عن هارون البربري عن عبد الرحمن الطويل قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى ميمون بن مهران كتبت إلي يا ميمون تذكر شدة الحكم والجباية وإني لم أكلفك من ذلك ما يعنتك أجب الطيب من الحق واقض بما استنار لك من الحق فإذا التبس عليك أمر فارفعه إلي فلو أن الناس إذا ثقل عليك أمر تركوه ما قام دين ولا دنيا قال وكنت أنا على ديوان دمشق ففرضوا لرجل زمن فقلت الزمن ينبغي أن يحسن إليه فأما أن يأخذ فريضة رجل صحيح فلا فشكوني إلى عمر بن عبد العزيز فقالوا إنه يتعنتنا ويشق علينا ويعسرنا قال فكتب إلي إذا أتاك كتابي هذا فلا تعنت الناس ولا تعسرهم ولا تشق عليهم فإني لا أحب ذلك
(٣٨٠)