حتى انتهى إ لي المصلى فخطب الناس وتضرع وجعل الناس يلحون فما كان أكثر دعائه إلا الاستغفار حتى إذا قرب أن ينصرف رفع يديه مدا وحول رداءه وجعل اليمين على اليسار ثم اليسار على اليمين ثم مد يديه وجعل يلح في الدعاء وبكى عمر بكاء طويلا حتى أخضل لحيته قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني خالد بن إلياس عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه أن عمر صلى بالناس عام الرمادة ركعتين قبل الخطبة وكبر فيها خمسا وسبعا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال قال عمر بن الخطاب للعباس بن عبد المطلب يا أبا الفضل كم بقي علينا من النجوم قال العواء قال كم بقي منها قال ثمانية أيام قال عمر عسى الله أن يجعل فيها خيرا وقال عمر للعباس اغد غدا إن شاء الله قال فلما ألح عمر بالدعاء أخذ بيد العباس ثم رفعها وقال اللهم إنا نتشفع إليك بعم نبيك أن تذهب عنا المحل وأن تسقينا الغيث فلم يبرحوا حتى سقوا وأطبقت السماء عليهم أياما فلما مطروا وأحيوا شيئا أخرج العرب من المدينة وقال الحقوا ببلادكم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد عن ميمون بن ميسرة عن السائب بن يزيد قال نظرت إلى عمر بن الخطاب يوما في الرمادة غدا متبذلا متضرعا عليه برد لا يبلغ ركبتيه يرفع صوته بالاستغفار وعيناه تهراقان على خديه وعن يمينه العباس بن عبد المطلب فدعا يومئذ وهو مستقبل القبلة رافعا يديه إلى السماء وعج إلى ربه فدعا ودعا الناس معه ثم أخذ بيد العباس فقال اللهم إنا نستشفع بعم رسولك إليك فما زال العباس قائما إلى جنبه مليا والعباس يدعو وعيناه تهملان قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن محمد بن عمر
(٣٢١)