وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الاسلام الذي لجأ إليه وأوصيكم بالأعراب فإنهم أصلكم ومادتكم قال شعبة ثم حدثنيه مرة أخرى فزاد فيه فإنهم أصلكم ومادتكم وإخوانكم وعدو عدوكم وأوصيكم بأهل الذمة فإنهم ذمة نبيكم وأرزاق عيالكم قوموا عني قال أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي قال أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون قال جئت فإذا عمر واقف على حذيفة وعثمان بن حنيف وهو يقول تخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق فقال عثمان لو شئت لأضعفت أرضي وقال حذيفة لقد حملت الأرض أمرا هي له مطيقة وما فيها كبير فضل فجعل يقول انظرا ما لديكما إن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق ثم قال والله لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي أبدا قال فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب وكان إذا دخل المسجد قام بين الصفوف ثم قال استووا فإذا استووا تقدم فكبر فلما كبر طعن قال فسمعته يقول قتلني الكلب أو أكلني الكلب ما أدري أيهما قال وطار العلج في يده سكين ذات طرفين ما يمر برجل يمينا ولا شمالا إلا طعنه فأصاب ثلاثة عشر رجلا من المسلمين فمات منهم تسعة قال فلما رأى ذلك الرجل من المسلمين طرح عليه برنسا له ليأخذه فلما ظن أنه مأخوذ نحر نفسه قال وما كان بيني وبينه يعني عمر حين طعن إلا بن العباس فأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه فصلوا الفجر يومئذ صلاة خفيفة قال فأما نواحي المسجد فلا يدرون ما الامر إلا أنهم حين فقدوا صوت عمر جعلوا يقولون سبحان الله سبحان الله قال فلما انصرفوا كان أول من دخل على عمر بن عباس فقال انظر من قتلني فخرج بن عباس فجال ساعة ثم أتاه فقال غلام المغيرة بن شعبة الصناع قال وكان نجارا قال ما له قاتله الله
(٣٣٧)