قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٤٢٩
من أصحابنا، فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) قال لي: لقيت الرجل الخارج من عندي؟ فقلت: بلى هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة، فقال: لا قدس الله روحه ولا قدس روح مثله! إ نه ذكر أقواما كان أبي (عليه السلام) ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه، وكذلك اليوم هم عندي، هم مستودع سري، أصحاب أبي (عليه السلام) حقا، إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي أحياء وأمواتا، يحيون ذكر أبي (عليه السلام) بهم يكشف الله كل بدعة ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين. ثم بكى، فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله ورحمته أحياءا وأمواتا، بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم، أما إ نه يا جميل سيبين لك أمر هذا الرجل إلى قريب.
قال جميل: فوالله! ما كان إلا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل ينسب إلى أصحاب أبي الخطاب، فقلت: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
قال جميل: وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببعض هؤلاء رحمة الله عليهم.
وكيف كان: فروى في زرارة أيضا عن محمد بن بحر، عن أبي العباس المحاربي الجزري، عن يعقوب بن يزيد، عن فضالة، عن فضيل الرسان، قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): إن زرارة يدعي أنه أخذ عنك الاستطاعة، قال لهم عفرا (1) كيف أصنع بهم؟ وهذا المرادي بين يدي وقد أريته - وهو أعمى - بين السماء والأرض، فشك فأضمر أني ساحر.
إلى أن قال الكشي: محمد بن بحر غال، وفضالة ليس من رجال يعقوب، وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه (2).
هذا ما وقفت عليه مما ادعى وروده فيه، ولكن عرفت في عنوان أبي بصير الأول " عبد الله بن محمد الأسدي " الذي قلنا: لا أصل له وإنه محرف " أبي بصير يحيى وعلباء الأسدي " بما دللنا عليه أن أربعة من أخبار نقلها في هذا إنما المراد

(1) في ط مؤسسة الأعلمي: غفرا.
(2) الكشي: 148.
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»
الفهرست