قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٤٥١
فقلت: لو رأيتني مما قد خرجت من هيبته لم تقل لي سله، فقطع أبو عبد الله (عليه السلام) حديثه مع الرجل، ثم أقبل فقال: يا أبا محمد! ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا، وإنما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا إذا أمرتم.
وقد قلنا في عنوان " أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي " أخذا من هذا المحرف: إن هذا العنوان محرف " في أبي بصير وعلباء بن دراع الأسدي " بقرينة عنوانه المحقق، وأن المراد بأبي بصير فيه " يحيى " هذا وأن " أبا بصير عبد الله " لا وجود له أصلا.
وقلنا ثمة وفي " ليث ": إنه لم ينحصر التحريف فيه بعنوانه، وأن الكشي روى فيه غير هذا الخبر الذي نقلنا أخبارا أخر خلطت بترجمة " ليث " الذي عنونه قبله متصلا به.
ومما يوضح ما قلنا حتى يجعله كالشمس في رابعة النهار أنه نقل في " ليث " أربعة عشر خبرا، ثاني عشرها: محمد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير، فقال: كان اسمه " يحيى بن أبي القاسم " فقال أبو بصير: كان يكنى " أبا محمد " وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفا، فسألته هل يتهم بالغلو؟
فقال: أما الغلو فلا لم يتهم، ولكن كان مخلطا.
فلولا ما ذكرنا من كون هذا الخبر من أخبار " يحيى " خلط بأخبار " ليث " فأي عاقل يعنون أبا بصير ليثا ثم يشرح أحوال أبي بصير يحيى.
وأيضا روى في الخبر السابع من أخبار " ليث " مسندا " عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما احتجنا أن نسأل عن الشيء فممن نسأل؟ قال:
عليك بالأسدي، يعني: أبا بصير " فلولا ما قلنا كيف يعقل نقل خبر راجع إلى أبي بصير الأسدي في أبي بصير المرادي.
ومما يوضح ما قلنا في العنوان من كون " أبي بصير عبد الله بن محمد الأسدي " محرف " أبي بصير وعلباء بن دراع الأسدي " أن خبره الخامس:
العياشي عن أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل وعبد الله بن محمد الأسدي، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير قال: دخلت على
(٤٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»
الفهرست