قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٢ - الصفحة ٤٠١
ومورد مقابلتهم له به في أصحاب الإجماع هل المرادي من أصحاب الإجماع أو الأسدي؟
وقلنا: إن الشيخ له اشتباهات غير ما قاله سرت إلى من بعده، بل كان له كلمات وإبداعات صارت سببا لتولد عقائد فاسدة، منها: قوله في أول عدته:
" سألتم إملاء مختصر في أصول الفقه يحيط بجميع أبوابه على سبيل الإيجاز والاختصار على ما يقتضيه مذهبنا، فإن من صنف في هذا الباب سلك كل قوم منهم المسلك الذي اقتضاه أصولهم، ولم يعهد من أصحابنا لأحد في هذا المعنى إلا ما ذكره أبو عبد الله - أي المفيد - في المختصر الذي له في أصول الفقه ولم يستقصه، وشذ منه أشياء يحتاج إلى استدراكها وتحريرات غير ما حررها، وأن المرتضى وإن كثر في أماليه وما يقرأ عليه شرح ذلك، فلم يصنف في هذا المعنى شيئا يرجع إليه.
وقلتم: إن هذا فن من العلم لابد من شدة الاهتمام به، لأن الشريعة كلها مبنية عليه ولا يتم العلم بشيء منها دون أحكام أصولها، ومن لم يحكم أصولها فإنما يكون حاكيا ومقلدا، وهذه منزلة يرغب أهل الفضل عنها وأنا مجيبكم إلى ما سألتم عنه... الخ (1).
فإن تقريره لذيل كلام سائليه تأليف كتاب في الأصول، لأنه فن من العلم لابد من شدة الاهتمام به... الخ أوجب اغترار المتأخرين بهذا الكلام القشري، وزعمهم أنه كل الصيد الذي في جوف الفراء، فرفضوا له جميع العلوم المهمة من التفسير والكلام والحديث والرجال، بل رفضوا الفقه الذي جعلوه مقدمة له، ولم يتدبروا في صدر كلامه في أن من صنف في هذا الفن كان من سائر الفرق، وأن الإمامية لم يصنفوا في هذا الفن أصلا وأن أول من صنف فيه شيئا مختصرا المفيد.
فهذا يستلزم لو كان الأمر كما ذكروا أن يكون جميع الطائفة قبل المفيد نقلة

(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست