قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٥٩٩
وعن حمدويه، عن يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن عبد الصمد بن بشير، عن مصادف، قال: لما لبى القوم الذين لبوا بالكوفة، دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك، فخر ساجدا ودق جؤجؤه بالأرض وبكى! وأقبل يلوذ بإصبعه ويقول: «بل عبد الله قن داخر» - مرارا كثيرة - ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته، فندمت على إخباري إياه، فقلت: جعلت فداك! وما عليك أنت من ذا؟ فقال:
يا مصادف إن عيسى لو سكت عما قالت النصارى فيه لكان حقا على الله أن يصم سمعه ويعمي بصره، ولو سكت عما قال أبو الخطاب لكان حقا على الله أن يصم سمعي ويعمي بصري.
وعن العياشي، عن عبد الله بن محمد بن خالد، عن علي بن حسان، عن بعض أصحابنا - رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) - قال: ذكر عنده جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أبي الخطاب، فقيل: إنه صار إلي يتردد (1) وقال فيهم «وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله» قال: هو الإمام. فقال أبو عبد الله (عليه السلام) لا والله لا يأويني وإياه سقف بيت أبدا! هم شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، والله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شئ قط! إن عزيرا جال في صدره ما قالت فيه اليهود فمحا الله اسمه من النبوة، والله لو أن عيسى أقر بما قالت النصارى لأورثه الله صمما إلى يوم القيامة! ولو أقررت بما يقول في أهل الكوفة لأخذتني الأرض، وما أنا إلا عبد مملوك لا أقدر على شئ ضر ولا نفع.
وعن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن الحسن بن فضال ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد العطار، عمن حدثه من أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم) قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد، وحمزة بن عمارة البربري، والحارث

(1) في نسخة من الكشي: إلى بيروذ، وفي أخرى: إلى تيردد، وفي ثالثة: إلى نمرود.
(٥٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 ... » »»