قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٥٩٦
ما كانت تأتيني; ولقد قاسمت مع عبد الله بن الحسن حائطا بيني وبينه، فأصابه السهل والشرب فأصابني الجبل، فلو كنت أعلم الغيب لأصابني السهل والشرب وأصابه الجبل. وأما قوله: إني قلت له: «هو عيبة علمنا وموضع سرنا أمين على أحيائنا وأمواتنا» فلا آجرني الله في أمواتي ولا بارك لي في أحيائي إن كنت قلت له شيئا من هذا قط.
وعن العياشي، عن علي بن محمد بن يزيد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن علي بن عقبة بن خالد، عن أبيه قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسلمت وجلست، فقال لي: كان في مجلسك هذا أبو الخطاب ومعه سبعون رجلا كلهم إليه ينالهم منه شئ، فرحمتهم فقلت لهم: ألا أخبرنكم بفضائل المسلم؟ فلا أحسب أصغرهم إلا قال بلى جعلت فداك! قلت: من فضائل المسلم أن يقال له:
فلان قارئ لكتاب الله عز وجل، وفلان ذو حظ من ورع، وفلان يجتهد في عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم; فما لكم وللرئاسات! إنما للمسلمين رأس واحد، إياكم والرجال! فان الرجال للرجال مهلكة، فإني سمعت أبي يقول: إن شيطانا يقال له:
«المذهب» يأتي في كل صورة، إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي; ولا أحسبه إلا وقد تراءى لصاحبكم، فاحذروه!. فبلغني أنهم قتلوا معه، فأبعدهم الله وأسخطهم، إنه لا يهلك على الله إلا هالك.
وعن حمدويه ومحمد، عن الحميدي محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن بكير الرجاني قال: ذكرت أبا الخطاب ومقتله عند أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فرققت عند ذلك وبكيت، فقال: أتأسى عليهم؟ فقلت: لا، وقد سمعتك تذكر أن عليا (عليه السلام) قتل أصحاب النهر فأصبح أصحاب علي يبكون عليهم، فقال علي (عليه السلام): أ تأسون عليهم؟ قالوا: لا، إنا ذكرنا الالفة التي كنا عليها والبلية التي أوقعتهم، فلذلك رققنا. فقال: لا بأس.
وعن العياشي، عن علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد قال، قال أبو الحسن (عليه السلام):
إن أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة فصاروا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق ولم
(٥٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 591 592 593 594 595 596 597 598 599 600 601 ... » »»