قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ٩ - الصفحة ٥٩٧
يكن ذلك، إنما ذلك للمسافر وصاحب العلة. وقال: إن رجلا سأل أبا الحسن (عليه السلام) فقال: كيف قال أبو عبد الله (عليه السلام) في أبي الخطاب ما قال ثم جاءت البراءة منه؟ فقال:
كان لأبي عبد الله (عليه السلام) أن يستعمل وليس له أن يعزل؟
وعنه، عن حمدان بن أحمد عن معاوية بن حكيم [وحدثني محمد بن الحسن الرماني (1) وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا معاوية بن حكيم] (2) عن أبيه، عن جده قال: بلغني عن أبي الخطاب أشياء، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل أبو الخطاب وأنا عنده - أو دخلت وهو عنده - فلما أن بقيت أنا وهو في المجلس قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا الخطاب روى عنك كذا وكذا، فقال:
كذب; قال: وأقبلت أروي ما روى شيئا فشيئا مما سمعناه وأنكرناه، فما بقي شئ إلا سألت عنه، فجعل يقول كذب; وزحف أبو الخطاب حتى ضرب بيده إلى لحية أبي عبد الله (عليه السلام) فضربت يده وقلت: خل يدك عن لحيته! فقال أبو الخطاب: يا أبا القاسم تقوم؟ قال أبو عبد الله (عليه السلام): له حاجة حتى قال ثلاث مرات، كل ذلك يقول أبو عبد الله: له حاجة; فخرج فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما أراد أن يقول لك: أخبرني ويكتمك، فأبلغ أصحابي كذا وأبلغهم كذا وكذا; قال، فقلت: إني لا أحفظ هذا فأقول ما حفظت وما لا أحفظ (3) أحسن ما يحضرني، قال: نعم، فإن المصلح ليس بكذاب.
قال أبو عمرو الكشي: هذا غلط ووهم في الحديث إن شاء الله، لقد أتى معاوية (4) بشئ منكر لا تقبله العقول، وذلك لأن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده إلى لحية أقل عبد لأبي عبد الله (عليه السلام) فكيف هو صلى الله عليه!
وعن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن العباس القصباني ابن عامر الكوفي، عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) - اتق السفلة واحذر السفلة! فإني نهيت أبا الخطاب فلم يقبل منى.

(1) كذا في تنقيح المقال، وفي الكشي: البراني، البراثي.
(2) الظاهر سقوطه من النسخة، وقد ورد في الكشي وتنقيح المقال أيضا.
(3) في الكشي زيادة: قلت.
(4) يعني: معاوية بن حكيم الراوي للخبر.
(٥٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 592 593 594 595 596 597 598 599 600 601 602 ... » »»