ففزعت من ذلك قال اما انه سئل عن الامام بعد موسى أبي فقال لا أعرف إماما بعده فقيل لا؟ فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره نارا] (1) وغيرها مثلها وهذه الرواية لا يصح الاستدلال بها لوجهين:
أولا - وبغض النظر عن سندها قد صدرت من الرضا (عليه السلام) وقد تقدم الكلام.
وثانيا - ان دخول النار الوارد في الرواية لم يكن نتيجة عصيانه مطلقا بل إن ذيل الرواية ظاهر في أنه استحقها لاجل وقفه وهو من أكبر الذنوب ولا ريب في استحقاقه النار على ذلك.
إلا أنه لا ملازمة بينه وبين الكذب.
ولرب قوم يدخلون النار مع هامان وفرعون مع أنهم ليسوا من الكذابين وإنما استحقوا ذلك لأمور أخرى.
الرابع - ما دل على أن ابن أبي حمزة كان يسعى لاطفاء نور الله وهو روايات عدة: منها - ما رواه الكشي عن أحمد بن محمد [.. فلما توفي أبو الحسن (عليه السلام) جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره وان أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سروا به وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه وذلك انهم على يقين من أمرهم..] (2).
ويرد على الاستدلال بها ان المراد بجملة [.. اطفاء نور الله] بحسب ما يظهر هو إرادته لاطفاء الإمامة وعدم أيمانه واعترافه بإمامة الرضا (عليه السلام) بقرينة ما سبق من الأدلة وما في صدر الرواية من أن الناس جهدوا في اطفاء نور الله بعد مضي الرسول (صلى الله عليه وآله) إلا أن الله أبى إلا أن يتمه بعلي أمير المؤمنين (عليه السلام).