سندا مع ما تقدم من تصريح الشيخ في الغيبة دليلا قاطعا على جلالة وعظمة ووثاقة المعلى.
وأما ما ورد فيه من الروايات الذامة فهو عدة أحاديث:
1 - الحديث الأول - ما رواه الكشي عن أبي العباس البقباق وبسند تام [.. تذاكر (تدراء) ابن أبي يعفور ومعلى بن خنيس فقال ابن أبي يعفور الأوصياء علماء أبرار أتقياء وقال ابن خنيس الأوصياء أنبياء قال فدخلا على أبي عبد الله (عليه السلام) قال فلما استقر مجلسهما قال فبدأهما أبو عبد الله (عليه السلام) فقال يا عبد الله ابرأ ممن قال انا أنبياء] (1).
وهذه الرواية مما يقطع بعدم صحتها بحسب ظاهرها ولزوم تأويلها بالمقابل مع ما تقدم من الأدلة التامة على عظم أمر المعلى بحيث لا يتصور ان المعلى كان جاهلا بأن النبي (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء وآخر الرسل مع أن ذلك من ضروريات الدين والمذهب فلا بد من أن يكون قول المعلى ناظرا إلى أن الأوصياء أفضل من الأنبياء ما خلا نبينا محمد (صلى الله عليه وآله).
أو أنهم كالأنبياء في اطلاعهم على الاسرار والمغيبات وعلوم البلايا والمنايا وما شاكل ذلك.
خصوصا ان الامام لم يخاطب المعلى معرضا فيه بذنب وشبهة.
ولو زدت إصرارا في الجمود على المؤدى الأولي للرواية ولم ترد الموازنة بينها وبين ما تقدم بيانه فغاية دلالتها اشتباه المعلى غير الملازم لكذبه ولعل نظر ابن الغضائري في قوله ان الغلاة يضيفون إليه أمورا معينة إلى هذا الحديث.
الحديث الثاني - ما رواه الكشي في ترجمة ابن أبي يعفور عن ابن أبي