غيره على خبره ولأجل ذلك سوت الطائفة بين ما يرويه محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن أبي بصر وغيرهم من الثقات الذين عرفوا بأنهم لا يروون ولا يرسلون إلا عمن يوثق به وبين ما أسنده غيرهم] (1).
وهذه العبارة كما قلنا مستوحاة من عبائر الكشي وذلك لوجوه عدة:
1 - ان كتاب الكشي من أهم الكتب الرجالية ولذا تولى الشيخ نفسه اختصاره بالكتاب المعروف باسم اختيار معرفة الرجال ولم يصلنا الكتاب الأصل.
ولا بد ان الشيخ قد اطلع وتأمل جيدا في هذه العبائر ولم يناقش فيها وفي مدى صحتها وملاحظة كل شؤونها بما يعود لثبوتها وإلا كان من الطبيعي جدا ان يوردها في كتابيه الرجاليين وهما الفهرست والرجال مع أنه لم يذكر هذه الدعوى فيهما.
2 - ان الاشخاص الثلاثة المذكورين في عبارة الشيخ مذكورون أيضا في عبائر الكشي.
3 - ان الشيخ الطوسي لم يذكر الثلاثة مكتفيا بهم بل انه عطف عليهم قوله [وغيرهم من الثقات..] مما يدل على عدم انحصارهم وعلى انهم الثمانية عشر الذين ذكرهم الكشي في كتابه.
ان قلت ألا يحتمل أن يكون الشيخ قد اطلع على مقتضى هذه الدعوى من النجاشي.
قلنا إن النجاشي وان توفي قبل الشيخ إلا أن كتابه قد كتب بعد تأليف الشيخ لكتابيه بدليل نقله عنهما في ترجمة الشيخ الطوسي (قده) هذا أولا.