ثانيا - ان النجاشي لم يذكر هذه العبارة ليرد أصل هذا الاحتمال بل لا يوجد لها أثر ولا عين حتى في ترجمة أمثال زرارة ومحمد بن مسلم وابن أبي عمير والبزنطي والذين هم من أبرز أصحاب الاجماع ومن البعيد جدا أن يكون اطلع على ذلك ولم يذكره. خصوصا انه ذكر في حق من ليس من قبيلهم ما يشابه ذلك كما هو الحال في جعفر بن بشير حيث قال في ترجمته (روى عن الثقات ورووا عنه).
كيف لا وقد قيل بأعرفية النجاشي من الشيخ بل قيل فيه أنه أعرف علماء الرجال ومما يؤيد ذلك أنه ذكر في ترجمة بعض أصحاب الاجماع ما هو دون هذه الدعوى بكثير كما قال في ترجمة زرارة [.. شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم وكان قارئا فقهيا شاعرا أديبا قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين صادقا فيما يرويه..] فإنك تراه يذكر انه كان شاعرا ولم يذكر - ما لو علمه - ما هو أهم من ذلك.
ويتأيد ذلك أيضا بما يعلم من خلال ملاحظة نقل النجاشي بأنه كان على اطلاع بكتاب الكشي لكونه بين يديه.
ولذا نقل عنه في غير مورد كما في ترجمة أبان بن تغلب فقال [قال أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال..] (1) إلى غير ذلك من الموارد.
ومن جميع ما تقدم يتحصل انه لا يستفاد من عبارة الشيخ أكثر مما يستفاد من عبائر الكشي...
ولذا يندفع ما أورد على كبرى صحة أسانيد أصحاب الاجماع من دعوى نظر عبائر الكشي للفتاوى لا للاخبار بدليل عنونة العبائر ب [باب تسمية الفقهاء..].