وابن عقدة، ورواية الكشي لا تدل على الطعن فيه مع ضعفها، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير، وقال الكشي في موضع آخر: قال نصر بن الصباح: علي بن إسماعيل، ثقة، وهو علي بن السري، فلقب إسماعيل بالسري، ونصر بن الصباح ضعيف عندي لا أعتبر بقوله، لكن الاعتماد على تعديل النجاشي له " (إنتهى).
وقال ابن داود (1032)، من القسم الأول: " علي بن السري الكرخي (ق) (جخ) (كش) مجهول الحال (عق) (جش) ثقة " (إنتهى).
أقول: ينبغي التكلم في أمرين:
الأول: في وثاقة الرجل وعدمها، وقد تقدم الكلام في ذلك في ترجمة الحسن ابن السري، وقلنا إنه لم يظهر اشتمال نسخة النجاشي على التوثيق، بل الظاهر أن النسخ كانت مختلفة، فلا وثوق بصدور التوثيق من النجاشي، وأما نقل التوثيق عن ابن عقدة، كما هو صريح كلام العلامة ومحتمل كلام ابن داود، فلا اعتماد عليه، إذ لم يظهر صحة طريق العلامة أو ابن داود إلى كتاب ابن عقدة، فالحكاية مرسلة، وأما توثيق نصر بن الصباح فلا يعتد به، على أنه غير واقع، فإن الكشي إنما ذكر ذلك عن نصر بن الصباح في علي بن السندي، وقد تقدم في علي ابن إسماعيل، وأما حكاية التوثيق عن العقيقي كما هو ظاهر كلام ابن داود فلا أثر لها أيضا، فإن العقيقي لم تثبت وثاقته، على أن طريق ابن داود إلى كتابه مجهول.
ومن المحتمل قويا وقوع التحريف في كلام ابن داود، والصحيح أنه نقله عن ابن عقدة، فبدل كلمة (قد) بكلمة (عق).
وكيف كان فالرجل مجهول الحال.
ثم إن الكشي تعرض لترجمة الرجل، وقال (216): " محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى وحمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى