" وروى محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان، عن موسى بن بكر الواسطي، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم العن ابني فلان وأعم أبصارهما، كما أعميت قلوبهما الأجلين (الاكلين) في رقبتي واجعل عمى أبصارهما دليلا على عمى قلوبهما ".
وهي ضعيفة بالارسال: أولا لجهالة طريق الكشي إلى محمد بن عيسى بن عبيد، وبمحمد بن سنان وموسى بن بكر الواسطي ثانيا.
ثم إن الكليني - قدس سره - روى عن محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن الحسن ابن عباس بن حريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: بينا أبي جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعا، ثم قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قال فقالوا: لا، قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، فقلت له: هل رأيت الملائكة يا بن عباس تخبرك بولائها لك في الدنيا والآخرة مع الامن من الخوف والحزن؟ قال:
فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة) وقد دخل في هذا جميع الأمة، فاستضحكت (إلى أن قال) ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت يا بن عباس ما تكلمت بصدق بمثل أمس، قال لك علي بن أبي طالب:
إن ليلة القدر في كل سنة وأنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة وأن لذلك الامر ولاة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت من هم، فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت إلا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتبدى لك الملك الذي يحدثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناي الذي حدثك به علي (عليه السلام)، ولم تره عيناه ولكن وعي قلبه ووقر في سمعه، ثم صفقك بجناحه فعميت، قال: فقال ابن عباس: ما اختلفنا في شئ فحكمه إلى الله