وطريق الصدوق إليه: أبوه - رضي الله عنه -، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن أبي بكر عبد الله بن محمد الحضرمي.
والطريق ضعيف بعبد الله بن عبد الرحمان.
بقي هنا شئ وهو أن ابن داود ذكر أبا بكر الحضرمي مرتين.
(فتارة) ذكر باسمه في القسم الأول (881)، فقال: " عبد الله بن محمد أبو بكر الحضرمي (ق) (م) (جخ) سمع من أبي الطفيل تابعي (كش) جرت له مناظرة جيدة مع زيد مدحها أبو عبد الله (عليه السلام) ".
و (أخرى) ذكره في الكنى من القسم الأول (12)، قائلا: " أبو بكر الحضرمي (ق) (كش) ثقة، جرت له مناظرة حسنة مع زيد ".
أقول: في كلامه نظر من وجهين:
الأول: أن الكشي وإن روى مناظرته مع زيد كما تقدم، إلا أنه لم يذكر مدحها عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وإنما روى الكشي مناظرة زرارة ومؤمن الطاق مع زيد ومدح الصادق (عليه السلام) لهما في المناظرة.
وتقدم جميع ذلك في ترجمة زيد بن علي بن الحسين.
الثاني: أن الكشي لم يذكر في أبي بكر الحضرمي توثيقا، وهذا سهو من ابن داود جزما.
وأما احتمال كون (كش) محرف (جش) وأن النجاشي ربما وثقه في موضع فهو من الغرائب! فإن نسخ النجاشي متفقة في خلوها عن توثيقه.
وأما احتمال كون التوثيق من ابن داود نفسه فهو أيضا غريب ينافيه سوق الكلام.
وملخص الكلام أن أبا بكر الحضرمي وإن كان جليلا ثقة، على ما عرفت، إلا أنه لم يرد فيه توثيق لا من الكشي ولا من النجاشي.