ومنها: ما رواه الصدوق بسنده الصحيح، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما في المدينة وإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: أي العراق؟ فقلنا: الكوفيون، فقال: مرحبا بكم يا أهل الكوفة وأهلا، أنتم الشعار دون الدثار، ثم قال: وما يمنعكم من الإزار؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عورة المؤمن على المؤمن حرام... فلما خرجنا من الحمام، سألنا عن الرجل في المسلخ فإذا هو علي ابن الحسين ومعه ابنه محمد بن علي عليهم السلام. الفقيه: الجزء 1، باب غسل يوم الجمعة ودخول الحمام وآدابه الحديث 252.
أقول: مع الغض عن أن الرواية راويها سدير نفسه، لا دلالة فيها إلا على مدح أهل الكوفة لكثرة الشيعة فيهم، وليس فيها أي مدح لسدير وأبيه وجده بأشخاصهم، بل إنها صريحة في أنهم كانوا مكشوفي العورة فأمرهم الإمام عليه السلام بالاتزار.
وأما الروايات القادحة فمنها: ما رواه الكشي عن محمد بن مسعود، قال:
حدثنا علي بن محمد بن فيروزان، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ذكر عنده سدير فقال: سدير عصيدة بكل لون.
أقول: الرواية ضعيفة لان علي بن محمد لم يوثق، على أنه لا دلالة فيها على الذم، بل يحتمل دلالتها على المدح لاحتمال أن يراد بهذه الجملة: أن سديرا لا تتغير حقيقته بأي لون كان فهو عصيدة على كل حال، وإن اختلفت ألوانه.
ومنها: ما رواه الكليني، عن حميد بن زياد، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان، عن علي بن الحسن الطاطري، عن محمد بن زياد بياع السابري، عن أبان، عن صباح بن سيابة، عن المعلى بن خنيس، قال: ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد إلى أبي عبد الله عليه السلام، حين