على أعتاب الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم لقد أولاني الامام المؤلف أعباء النهوض بهذه الموسوعة العلمية الجبارة، فكان لي شرف الامتثال، والبدء بالاشراف على اخراجها.
ومن الطبيعي أن اعرض - بين يدي عملي هذا - عدة نقاط يهمني عرضها وتبسيطها، وهي من مستلزمات اخراج الجزء الأول منها. على أن استغناءها عن أية إشادة أو اطراء من أجلى ما يدركه الباحث عند وقوفه على محتوى الكتاب ومستواه. ويكفي به وزنا ومكانة أن تدفق به جهد الامام المؤلف، وفاضت به عبقريته وخبرته، ومراسه العلمي الطويل.
ولست مغاليا إذا قلت: أن عديدا من العلوم التي برع فيها الامام المؤلف قد ترك فيها أثرا بارزا من الابداع والتطوير، وترك - إلى جانب ذلك - عديدا من الرجال الذين يتدارسونها، ويحملون رسالتها العلمية عبر الأجيال.
وعلم الرجال.. أحد العلوم الاسلامية التي حررها، ومحص أصولها وبعثها - في الحوزة العلمية - بعثا جديدا ظهر عمقها وأصالتها، ولذلك أمكن الاخذ به أساسا علميا سليما لمختلف الاحكام الفقهية التي تعتمده، تستند إليه.
ولم تقتصر هذه المحاولة الرجالية البناءة على جانب زمني معين، ولا على مرحلة من أدوار نشوء هذا العلم أو تكامله، - مع أنه مني في فترات طوال بشئ كثير من الضياع والجمود - بل امتدت أبعادها وآثارها إلى المباني والقواعد العامة التي أسسها الرواد الأوائل لهذا العلم، بقطع النظر عن مستوياتهم وأقدارهم العلمية، وقيمة آرائهم ونظرياتهم، واجتهادهم في قوة أو ضعف هذه القواعد والمباني أو حجيتها. اللهم إلا ما ثبت اعتباره وقامت الحجة على أخذه أساسا يعول عليه.