أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٩٨
وهم الذين دحرجوا الدباب ليلة العقبة لينفروا برسول الله فيطرحوه، وكان إذ ذاك قافلا من غزوة تبوك في حديث ثابت مستفيض (1) وهو طويل، وقد جاء في آخر فلعنهم رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ.
والعجب من المسلم ينتصر لهم وقد جرعوا النبي صلى الله عليه وآله كل غصة وقعدوا له في كل مرصد، ووثبوا عليه وعلى أهل بيته من بعده كل وثبة (2) وما لعنهم

(1) وقد أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي الطفيل عامر بن وائلة في أواخر الجزء الخامس من مسنده.
(2) ذكر الزبير بن بكار قضية كانت في الشام بين إمام الأمة وسيد شباب أهل الجنة أبي محمد الحسن السبط وخصومه وهم معاوية وأخوه عتبة وابن العاص وابن عقبة وابن شعبة، وقد احتدم فيها الجدال فكان من جملة ما قاله الحسن يومئذ:
وأنتم تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وآله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردها واسترسل في ذكرها موطنا موطنا ثم تكلم مع ابن العاص، فكان مما قاله يومئذ له:
أنك لتعلم وكل هؤلاء يعلمون أنك هجوت رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين بيتا من الشعر فقال صلى الله عليه وآله: اللهم إني لا أقول الشعر ولا ينبغي لي اللهم العنه بكل حرف الف لعنة فعليك إذن من الله مالا يحصى من اللعن، والقضية طويلة فراجعها في ص 101 إلى ص 104 من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدي. وأوردها الطبرسي في احتجاجه ص 104 من المجلد الثاني من شرح النهج الحميدي. وأوردها الطبرسي في احتجاجه المجلسي في بحاره، وغير واحد من الخاصة والعامة، واخرج مسلم في آخر باب من لعنة النبي وليس أهلا لذلك ص 393 من الجزء الثاني من صحيحه - بالاسناد إلى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله أمره أن يدعو له معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل، ثم قال لي: إذهب فادع لي معاوية، قال فجئت فقلت هو يأكل، فقال صلى الله عليه وآله لا أشبع الله بطنه (قلت): وجاء في بعض طرقنا إلى ابن عباس في هذا الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وآله لعن معاوية يومئذ. ويدلك على لعنه يومئذ ان مسلما أورد هذا الحديث في باب من لعنه النبي في صحيحه كما سمعت لكنهم يحرفون الكلم عن مواضعه احتفاظا منهم بكرامة هؤلاء المنافقين.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»