أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٩٣
فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق اه‍. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله أكتب كل ما أسمع منك؟ قال: نعم، قلت في الرضا والغضب؟ قال: نعم فاني لا أقول في ذلك كله إلا حقا اه‍ (1).
وسئلت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وآله فقالت: هل قرأت القرآن قال: نعم قالت: خلقه القرآن قلت: يا لها كلمة تدل على بلاغتها ومعرفتها بكنه أخلاقه صلى الله عليه وآله ولا غرو فقد رأته صلى الله عليه وآله والقرآن نصب عينه يهتدي بهديه، ويستضئ بنور علمه، متعبدا بأوامره وزواجره، متأدبا بآدابه، مطبوعا على حكمته، يتبع أثره، ويقتفي سوره، فاقرأ خلقه - ان شئت - في قوله تعالى (2) (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا * والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون (3) والكاظمين الغيظ العافين عن الناس والله يحب المحسنين (4) وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (5) خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين (6) ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (7) وقولوا للناس حسنا (8) واجتنبوا قول الزور (9) ولا تعتدوا ان الله لا يحب

(١) أخرج هذين الحديثين كليهما ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله فراجع من مختصره باب الرخصة في كتاب العلم ص ٣٦.
(2) هي الآية 58 من سورة الأحزاب.
(3) هي الآية 38 من سورة الشورى.
(4) هي الآية 135 من آل عمران.
(5) هي الآية 64 من سورة الفرقان.
(6) هي الآية 199 من الأعراف.
(7) هي الآية 34 من فصلت.
(8) هي الآية 83 من البقرة.
(9) هي الآية 30 من الحج.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»