أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢١٩
بقيت كلمة لابن البر حول هذا الانذار إذ قال في ترجمة سمرة من الاستيعاب: وكانت وفاته بالبصرة في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين سقط في قدر مملؤة ماءا حارا كان يتعالج بالقعود عليها من كزاز شديد اصابه فسقط في القدر الحارة فمات " قال ": كان ذلك تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله له ولأبي هريرة ولثالث معهما: آخركم موتا في النار اه‍.
(قلت): هذا تأويل غريب لا يدل عليه اللفظ ولا يفهمه منه أحد والثلاثة المخاطبون به لم يرتابوا في مفاده المتبادر منه، ولذا كان كل منهم يتمنى سبق صحابيه إلى الموت كما هو ثابت عنهم، على أن تأخر سمرة في الموت عن صاحبيه كليهما غير معلوم، ولا سيما على ما جزم به ابن عبد البر من موته سنة ثمان وخمسين، لان أبا هريرة قد مات في قول الواقدي وابن نمير وابن عبيد وابن الأثير وابن جرير وغيرهم سنة تسع وخمسين وفيها مات أبو محذورة، وقيل: بل مات أبو محذورة سنة تسع وسبعين، ونص ابن الكلبي على أن أبا محذورة مات بعد موت سمرة، فتأويل ابن عبد البر هذه الكلمة - آخركم موتا في النار - مما لا يصغى إليه.
وهذا آخر ما أردناه من تمحيص السنة المقدسة وتنزيهها عن الدخل الشائن لجوهر الاسلام وروحه الرفيعة، والحمد لله على التوفيق لذلك واليه نبتهل في أن ينفع به المؤمنين، ويجعله ذخيرة ليوم الدين، وصلى الله على سيد النبيين وخاتم المرسلين، وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الهداة الميامين.
وكان الفراغ منه في مدينة صور يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 1362 ه‍ الموافق 23 من أيلول سنة 1943 م بقلم مؤلفه أضعف المؤمنين عملا وأقواهم بعفو الله أملا عبد الحسين بن الشريف يوسف ابن الشريف جواد بن الشريف إسماعيل بن محمد بن محمد بن شرف الدين واسمه إبراهيم بن زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي بن عز الدين
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 » »»