(وثانيا): إنا - شهد الله - بذلنا الطاقة بحثا وتنقيبا، فلم يكن في الوسع أن نعلم أيهم المتأخر موتا لان الأقوال في تاريخ وفياتهم بين متناقض متساقط (1) وبين مجمل متشابه لا يركن إليها كما يعلمه متتبعوها.
(وثالثا): لم يكن من خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وهو " العزيز عليه عنت المؤمنين الحريص عليهم الرؤوف بهم الرحيم لهم) أن يجابه بهذا القول - آخركم موتا من النار - من يحترمه وما كان (وأنه لعلى خلق عظيم) ليفاجئ به (أو بقوله: لضرس أحدكم في النار) غير مستحقيه، ولو أن في واحد من هؤلاء الثلاثة (أو من أولئك) خيرا ما أشركه في هذه المفاجأة القاسية والمجابهة الغليظة، لكن اضطره الوحي إلى ذلك نصحا لله تعالى وللأمة (وما ينطق عن الهوى)..
على أن أحوال هؤلاء الثلاثة كلها قرائن قطعية على ما قلناه حول انذارهم هذا كما أن أحوال أولئك أدلة ما قلناه فيهم.
وحسبك من أبي هريرة ما تبوأه من مقعده، ويكفيك من سمرة اسرافه الفظيع في دماء المسلمين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة (2) وبيعه الخمر