* خاتمة الكتاب * ولنختم إملاءنا هذا بكلمتين لرسول الله صلى الله عليه وآله تتعلقان بابي هريرة ضربهما النبي صلى الله عليه وآله على غرار فذ من أغرته الحكيمة في التدليل على زيغ الزائغين والتحذير منهم.
الكلمة الأولى يشترك فيها أبو هريرة والرحال بن عنفوه والفرات ابن حيان، وذلك انهم خرجوا ذات يوم من مجلسه الشريف، فقال صلى الله عليه وآله مشيرا إليهم (1): لضرس أحدكم في النار أعظم من أحد، وان معه لقفا غادر اه فكان أبو هريرة والفرات يقولان بعدها (2) فما أمنا بعد هذا حتى ارتد الرحال وقتل مع مسيلمة الكذاب.
(قلت): كأنهما كانا يحاولان تأويل الحديث فيجعلان المراد منه واحدا منهم بعينه وهو الرحال بقرينة التحاقه بعد النبي صلى الله عليه وآله بمسيلمة وقتله مرتدا.
وهذا تضليل عن الحقيقة المتبادرة من الحديث عند اطلاقه، فإنه على حد قوله تعالى، (يود أحدكم ان تكون له جنة) (يود أحدهم لو يعمر الف سنة) (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم) إلى كثير من أمثال ذلك في الكتاب والسنة، وكلام