علانية (3) ومضارته للأنصاري، وتمرده على ما دعاه النبي صلى الله عليه وآله يومئذ إليه من الصلح وزهده في الجنة على وجه يستفاد منه عدم ايمانه (1) وشجه رأس ناقة النبي (2) استخفافا ومتهانا إلى غير ذلك من بوائقه.
وناهيك من أبي محذورة أنه من الطلقاء وللمؤلفة قلوبهم، دخل في الاسلام بعد فتح مكة، وبعد أن قفل رسول الله صلى الله عليه وآله من حنين منتصرا على هوازن، ولم يكن شئ أكره إلى أبي محذورة يومئذ من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا مما يأمر به، وكان يسخر بمؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله فيحكيه رافعا صوته استهزاء لكن صرة الفضة التي اختصه بها رسول الله صلى الله عليه وآله فيحكمه رافعا صوته استهزاء لكن صرة الفضة التي اختصه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وغنائم حنين التي أسبغها على الطلقاء من أعدائه ومحاربيه وأخلاقه العظيمة التي وسعت كل من اعتصم بأول الشهادتين من أولئك المنافقين مع شدة وطأته على من لم يعتصم بها ودخل العرب في دين الله أفواجا، كل ذلك ألجأ أبا محذورة وأمثاله إلى الدخول فيما دخل فيه الناس ولم يهاجر حتى مات في مكة (3) والله يعلم بواطنه.