* (40 - مذنب يتوب إلى الله ثم يؤوب إلى ذنوبه يكرر ذلك فيقول الله له: إعمل ما شئت فقد غفرت لك) * قال أبو هريرة: أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قال: ثم عاد فأذنب، فقال: اي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى:
عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال اي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك! الحديث (1).
(قلت): وهذا كسابقه معنا ومرمى وأسلوبا نسجته يدا أبي هريرة من غزل مخيلته كحكاية العجائز والقصاصين يرمى به إلى سعة مغفرة الله عز وجل وسعة مغفرة الله ورحمته في غنى عن الروايات الخيالية لثبوتها بحكم العقل والنقل كتابا وسنة ولاجماع الأمة عليها بل اجماع أهل الأديان كافة بل هي من ضروريات الاسلام وغيره من سائر الأديان.
وأنت تعلم أن ليس بين الله عز وجل وبين أحد من خلقه هوادة في حمى حرمه على العالمين، ألا تراه كيف يقول عز من قائل: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين وما منكم من أحد عنه حاجزين) فكيف يمكن بعدها ان يحابى هذا المذنب الراجع عن توبته مرارا فيقول له: اعمل ما شئت فقد غفرت لك، وبأي شئ استحق هذا الضعيف في ذات الله ان ينال هذه الهوادة التي ما نالها الصديقون والأنبياء والمرسلون.