ولأبي هريرة كيس وسع هذا المزود وغيره كان عيبة علمه يتناول منه ما يشاء متى شاء وكيف شاء وربما سئل عما يحدث فيقال له أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول: لا هذا من كيس أبي هريرة (1).
وعجائب أبي هريرة يضيق عنها املاؤنا هذا وحسبنا منها ما أوردناه حجة على ما أردناه والحمد لله.
- 12 - * مسنده في حكم المرسل * كان من دأب أبي هريرة في حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن يسند إليه ما بلغه عنه بالواسطة لا يقيم عليها قرينة كما يسند إليه ما سمعه منه مشافهة لا يفرق بين هذا وذاك في شئ ما، وهذا ما جعل حديثه كله في حكم المرسل لا يصلح حجة ولا يقوم دليلا.
وإن كنت في ريب مما قلناه في دأبه فاني أحيلك على قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه أبي طالب: قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة قال: لولا أن تعيرني في قريش الحديث (2).
وقد علم الناس ان أبا طالب " ع " إنما توفى قبل قدوم أبي هريرة إلى الحجاز