كثيرا في كتاب الكافي عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان فقد قيل إن محمد بن إسماعيل هذا هو محمد بن إسماعيل بن بزيع وهو بعيد جدا لان محمد بن يعقوب الكليني يروى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع بواسطتين لأنه يروى عن علي بن إبراهيم عن أبيه عنه ويروى عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عنه ولأن محمد بن إسماعيل الذي يروى عنه الكليني يروى عن الفضل بن شاذان وصرح الكشي عنه ترجمة الفضل بن شاذان بان الفضل بن شاذان يروى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع وقيل محمد بن إسماعيل هذا هو محمد بن إسماعيل البرمكي المعروف بصاحب الصومعة لا محمد بن إسماعيل بن ميمون الزعفراني ومحمد بن إسماعيل بن بزيع لأنهما لقيا أصحاب الصادق عليه السلام وبعيدان يروى الكليني عن الصادق عليه السلام بواسطتين قلت محمد بن إسماعيل البرمكي أيضا لقي أصحاب الصادق عليه السلام كما يظهر من النجاشي عند ترجمة عبد الله بن داهر فالظاهر أن محمد بن إسماعيل الذي روى عنه الكليني غير هذه الثلاثة وكانه محمد بن إسماعيل البندقي النيشابوري لأنه يذكر أحوال الفضل بن شاذان بلا واسطة غيره كما نبهنا عليه عند ترجمته ويؤيده رواية الكشي عن محمد بن إسماعيل البندقي النيشابوري عند ترجمة الفضل بن شاذان وروايته عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عند ترجمة أبي ذر الغفاري رحمه الله تعالى فان قلت حكم بعض الفقهاء قدس الله أرواحهم بصحة هذا الطريق يدل ان على محمد بن إسماعيل هو أحد الثلاثة لأنهم الموثوقون لا غير قلت الحكم بصحة هذا الخبر لا يدل على توثيق جميع رجاله لأنه قد يكون الحكم بصحة الخبر من باب الاجتهاد لا من باب الشهادة كما اجتهد أحد ان محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ثقة فعد حديثه صحيحا ثم اجتهد رجل آخر انه ضعيف فعد حديثه ضعيفا وكما اجتهد في تميز المشتركات بسبب القرائن في طريق كان فيه محمد بن قيس مثلا انه أبو عبد الله الثقة فعد حديثه صحيحا واجتهد أحد انه أبو أحمد الضعيف فعد حديثه ضعيفا وليس قول أحدهما علينا حجة وبالجملة محمد بن إسماعيل الذي يروى عنه الكليني ليس من الثقات عندي انتهى أقول اما قوله لأنه يذكر أحوال الفضل بن شاذان بلا واسطة غيره لا يصلح قرنية روايته عنه لان الكشي في ترجمة الفضل بن شاذان قال هكذا ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيشابوري ان الفضل بن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر من النيشابور بعد أن دعى به واستعلم كتبه وأمره ان يكتبها (الخ) ومحمد بن إسماعيل فيها لم يرو عنه بل ذكر أحواله ولم يبين زمان ذكر أحواله فيحتمل انه سمع أحواله عن جماعة أو كانت أحواله مشهورة في نيشابور فذكرها للكشي بعد زمان كثير بحيث لا يمكن ادراكه للفضل (1) فهذا لا يدل على روايته عنه بلا واسطة واما قوله ويؤيده رواية الكشي (الخ) قياس مع الفارق لا ناقد بينا انفا ان محمد بن إسماعيل البندقي لم يرو في ترجمة الفضل بن شاذان عنه بل ذكر أحواله و في ترجمة أبي ذر الغفاري روى محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وعلى تقدير تسليم ان ذكر الأحوال يكون بمنزلة الرواية الظاهر أن تكون رواية الكشي عن محمد بن إسماعيل البندقي عن الفضل في ترجمته مرسلة لان الكشي فيها كلما روى عن الفضل بن شاذان روى بواسطتين أو ثلاثة فروايته عنه بواسطة واحدة لا تخلو من بعد فتكون مرسلة ومع هذا كله يحتمل ان يروى
(٧٠)