3 - الاعتماد على توثيقات العلامة في الخلاصة.
مما تثبت به الوثاقة أو الحسن ان ينص على ذلك أحد اعلام المتأخرين بشرط ان يكون من أخبر عن وثاقته معاصرا للمخبر أو قريب العصر منه، كما يتفق ذلك في توثيقات الشيخ منتجب الدين أو ابن شهرآشوب، واما في غير ذلك كما في توثيقات ابن طاووس والعلامة وابن داود ومن تأخر عنهم كالمجلسي لمن كان بعيدا من عصرهم، فلا عبرة بها، فإنها مبنية على الحدس والاجتهاد جزما.
وذلك فان السلسلة قد انقطعت بعد الشيخ فأصبح عامة الناس الا قليلا منهم مقلدين، يعملون بفتاوى الشيخ ويستدلون بها كما يستدل بالرواية - على ما صرح به الحلي في السرائر وغيره في غيره.
والذي يكشف عن ذلك انهم حينما يذكرون طرقهم إلى أرباب الأصول والكتب المعاصرين للمعصومين (عليهم السلام) يذكرون طرقهم إلى الشيخ ويحيلون ما بعد ذلك إلى طرقه، كما صنع العلامة في اجازته الكبيرة لبني زهرة طريقا له إلى الشيخ الصدوق وغيره، ثم ذكر طرقه إلى كثير من كتب العامة وصحاحهم والى جماعة من المتأخرين من الشيخ، ثم قال: " ومن ذلك جميع كتب أصحابنا السابقين الذين تقدموا على الشيخ أبي جعفر الطوسي وما في مثل الكليني والحسين بن سعيد وأخيه الحسن وظريف بن ناصح وغيرهم مما هو مذكور في كتاب فهرست المصنف للشيخ أبي جعفر الطوسي برجاله المثبتة في الكتاب ".
وعلى الجملة فالشيخ قدس سره هو حلقة الاتصال بين المتأخرين وأرباب الأصول التي اخذ منها الكتب الأربعة وغيرها، ولا طريق للمتأخرين إلى توثيقات رواتها وتضعيفهم غالبا الا الاستنباط وأعمال الراوي والنظر.