إيضاح الاشتباه - العلامة الحلي - الصفحة ٤٠
فحظى المولود الميمون برعاية خاصة من قبل الأسرتين، وقد شاهدوا استعداده الكبير لتحصيل العلم والتقى، وذهنيته الوقادة، لذلك أحضروا له معلما خاصا ليعلمه القرآن والكتابة.
وما أن تعلم القراءة والكتابة حتى شرع بدراسة العربية والأدب وما يحتاجه الطالب المبتدئ، ثم بدأ بدراسة الفقه والأصول والكلام والتفسير والعلوم العقلية والرياضية. ومرت عليه سنون قليلة حتى أصبح من التلاميذ المتفوقين في الدرس، الذين يشار لهم بالبنان. ثم شرع بالدرس حيث تخرج على يده عدد غفير من العلماء نذكر بعضهم قريبا.
وفي عام 702 ه‍ هاجر العلامة إلى بغداد بطلب من السلطان غازان خان - محمود - حيث ناظر علماء العامة بحضور السلطان وغلب عليهم، وأدى ذلك إلى تشيع السلطان وعدد كبير من الامراء والوزراء وقادة الجيش.
وأمر السلطان في تمام ممالكه بتغيير الخطبة واسقاط أسامي الثلاثة عنها وبذكر أسامي أمير المؤمنين وسائر الأئمة عليهم السلام على المنابر، وبذكر حي على خير العمل في الاذان، وبتغيير السكة وحذف أسماء الثلاثة منها ونقش الأسامي المباركة فيها.
وبقي العلامة ملازما لهذا السلطان المستبصر، وشرع بتشييد أساس الحق وترويج المذهب، وكتب عدة كتب ورسائل باسم السلطان بعضها كانت بطلب من السلطان، فألف باسمه كتاب منهاج الكرامة، ونهج الحق، والرسالة السعدية، ورسالة في نفي الجبر، وغيرها.
وكان العلامة رحمه الله في القرب والمنزلة عند السلطان بحيث لم يرض بعد استبصاره بمفارقة العلامة في حضر وسفر. لذا أمر بترتيب المدرسة السيارة له ولتلاميذه، وهذه المدرسة السيارة ذات حجرات ومدارس من الخيام الكرباسية، فكانت تحمل مع الموكب السلطاني.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست