اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٧
وأنا على الباب فدخلتني رقة على الصبية فبكيت ودعوت، فخرج بالجباير فتناول بيد الصبية فلم ير بها شيئا، ثم نظر إلى الأخرى فقال: ما بها شئ، قال: فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا حمزة وافق الدعاء الرضاء فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين.
____________________
يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر، فاستوى الكسر بإذن الله.
فنزل يحيى بن عبد الله ولم ير شيئا فقال: ناولني اليد الأخرى فلم ير كسرا، فقال: سبحان الله أليس عهدي به كسرا قبيحا فما هذا؟ أما أنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة!
فقلت: ثكلتك أمك ليس هذا بسحر، بل اني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين عليهما السلام فدعوت به فقال: علمنيه فقلت: أبعد ما سمعت ما قلت لا ولا نعمة عين لست من أهله.
قال حمران بن أعين فقلت لأبي حمزة نشدتك بالله الا ما أوردتناه فقال:
سبحان الله ما ذكرت ما قلت الا أنا أفيدكم اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حي الدعا بطوله إلى آخره (1).
قلت: ونحن في المعلقات على مهج الدعوات أوردنا لهذا الدعاء اعتصاما يقرء قبله فليؤخذ من هناك.
قوله (ع): وافق الدعاء الرضاء أي وافق الدعاء إرادة الله تعالى ومشيته لطلبتك، ورضاه عز وجل بها لخيريتها التي تتوضاها العناية الأولى في انساق نظام الكل، وموافاتها حد سلسلة الأسباب المترتبة المتأدية إليها في ترتيب نظام الوجود، فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين.

(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»
الفهرست