اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٦٩٦
قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال:
لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين، بكى عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة.
قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فأردت أن أقوم إليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله عليه السلام فكففت.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه؟ قال. لا، قال فهل سمعت منه شيئا قط؟ قال: لا، قال: فهذه الأحاديث عندك حق؟ قال نعم، قال: فمتى سمعتها؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه؟ قال: لا، قال:
لم، قال: لأنه شهد على قوله رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله.
____________________
قوله: من مسكي المسك بفتح الميم واسكان السين المهملة الجلد، أي من جلدي وجسدي.
وفي نسخة " من مسكتي " بضم الميم وفتح الكاف وهي الحلم والعقل.
قال في المغرب: المسكة التماسك، ومنه قولهم: زوال مسكة اليقظة.
أي من عقلي الذي به يتماسك به الانسان نفسه ويتمالك أمره ويضبط جوارحه وأعضائه.
(٦٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 ... » »»
الفهرست