اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥٦٤
500 - علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن موسى الهمداني، عن الحسن ابن موسى الخشاب، عن غيره، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، قال:
اجتمع هشام بن سالم، وهشام بن الحكم، وجميل بن دراج، وعبد الرحمن بن الحجاج، ومحمد بن حمران، وسعيد بن غزوان، ونحو من خمسة عشر رجلا من أصحابنا، فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التوحيد وصفة الله عز وجل وغير ذلك لينظروا أيهما أقوى حجة.
فرضي هشام بن سالم أن يتكلم عند محمد بن أبي عمير، ورضي هشام بن الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام، فتكالما وساق ما جرى بينهما.
وقال، قال عبد الرحمن بن الحجاج لهشام بن الحكم: كفرت والله بالله العظيم وألحدت فيه، ويحك ما قدرت أن تشبه بكلام ربك الا العود يضرب به! قال جعفر ابن محمد بن حكيم، فكتب إلى أبي الحسن موسى عليه السلام يحكي له مخاطبتهم وكلامهم ويسأله أن يعلمه ما القول الذي ينبغي ندين الله به من صفه الجبار؟ فأجابه في عرض كتابه.
فهمت رحمك الله واعلم رحمك الله ان الله أجل وأعلى وأعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه، وكفوا عما سوى ذلك.
____________________
قوله: ما القول الذي ينبغي ندين الله به " ندين " بفتح النون للمتكلم مع الغير وكسر الدال، من دان بكذا يدين به ديانة، إذا اعتقده واختاره واتخذه دينا " وملة ومذهبا " لنفسه من بين الأديان والملل.
ونصب " الله " على المفعولية أو على نزع الخافض، اي ما القول الذي ينبغي أن نتخذه لنا دينا نعبد الله به من صفة الجبار، أو الذي ينبغي لنا أن نخلصه ونجعله دينا خالصا لله وحده في صفة الجبار. ف‍ " من " تبيينية، أو بمعنى في، أو عند، أو للغاية، أو للبدل.
(٥٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 ... » »»
الفهرست