اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٣٨٦
قال، قالت لي: رحمك الله جئت إلى أبي حنيفة صاحب الرأي فقال ما عندي فيها شئ، ولكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي فإنه يخبر، فمهما أفتاك به من شئ فعودي إلي فاعلمينيه فقلت لها: امضي بسلام فلما كان الغد خرجت إلى المسجد و أبو حنيفة يسأل عنها أصحابه فتنحنحت فقال: اللهم عقرا دعنا نعيش.
276 - حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن ياسين الضرير البصري، عن حريز، عن محمد بن مسلم، قال: ما شجر في رأيي شئ قط الا سألت عنه أبا جعفر عليه السلام حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت أبا عبد الله عليه السلام عن ستة عشر ألف حديث.
____________________
قوله: ما شجر في رأيي أي ما وقع اختلاف الرأي في شئ قط الا سألته عليه السلام ومنه في التنزيل الكريم " حتى يحكموك فيما شجر بينهم " (1).
قال في مجمل اللغة: شجر بين القوم إذا اختلف الامر بينهم، واشتجروا أو تشاجروا تنازعوا وتناظروا.
وفي نسخة ما " شجرني " أي ما تخالجني أمر، ولم يختلج في صدري رأي في شئ قط الا سألته عنه، وكل والج في شئ فهو مشاجر فيه.
قال في المفردات: وشجرة بالرمح أي اوجره (2) الرمح، وذلك أن يطعنه به فيتركه فيه (3).
وفي مجمل اللغة: ان كل متداخلين متشاجران وبذلك سمي المشجر مشجرا وهو المشجب، وتشاجروا بالرمح تطاعنوا.
وفي أساس البلاغة: اشتجر وتشاجروا اختلفوا، وبينهم مشاجرة، وشجر ما

(١) النساء: ٦٥.
2) وفى المصدر: طعنه بالرمح 3) مفردات الراغب: 256
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»
الفهرست