عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
يقولون فقال يا بني إن الله عز وجل يقول يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين فإذا شهد عندك المسلمون فصدقهم.
(قوله وفيه أولا انه انما مدحه بأنه أذن وهو سريع القطع لا الأخذ بقول الغير تعبدا... إلخ) هذا الإيراد من الشيخ أعلى الله مقامه (قال) ويرد عليه أولا ان المراد بالأذن سريع التصديق والاعتقاد بكل ما يسمع لا من يعمل تعبدا بما يسمع من دون حصول الاعتقاد بصدقة فمدحه بذلك لحسن ظنه بالمؤمنين وعدم اتهامهم (انتهى).
(وفيه) مضافا إلى أن الأذن ليس سريع الاعتقاد بل الأذن كما في اللغة هو الذي يسمع كلام كل أحد ويصدقه ومن المعلوم إن تصديق كل أحد مما لا يستلزم الاعتقاد بكلامه (ان سريع) الاعتقاد لو لم يكن مذموما مرجوحا فإنه أشبه بصفات البلهاء والسفهاء لا يكون ممدوحا قطعا سيما في الأكابر والرؤساء الذين يتصدون أمور الناس وبيدهم شؤونهم وزعامتهم فلا بد من حمل الأذن في الآية على غير سريع الاعتقاد بل على التصديق الخالي عن الاعتقاد أي بترتيب الآثار التي تنفع المخبر ولا تضر غيره كما سيأتي شرحه في الإيراد الثاني وهو من مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات.
(قوله وثانيا انه انما المراد بتصديقه للمؤمنين هو ترتيب خصوص الآثار التي تنفعهم ولا تضر غيرهم... إلخ) هذا الإيراد الثاني أيضا من الشيخ أعلى الله مقامه (قال) وثانيا ان المراد من التصديق في الآية ليس جعل المخبر به واقعا وترتيب جميع آثاره عليه إذ لو كان المراد به ذلك لم يكن إذن خير لجميع الناس إذ لو أخبره أحد بزنا أحد وشربه أو قذفه أو ارتداده فقتله النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو جلده لم يكن في سماعه ذلك الخبر خير للمخبر عنه بل كان محض الشر له خصوصا مع عدم صدور الفعل منه في الواقع نعم يكون خيرا للمخبر من حيث متابعة قوله وان كان منافقا مؤذيا للنبي
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»