للطبيعة المأمور بها حال النسيان لفرض عدم إطلاق الأدلة وكان المفروض أيضا هو وجود هذا الشك في ظرف التذكر وزوال الغفلة، فلا محالة يلزمه بقاء الرفع ببقاء موضوعه وهو الشك في الجزئية ولازم رفعها حينئذ هو كون المأتي به في حال النسيان مصداقا ظاهريا للطبيعة المأمور بها، ولازمه عدم وجوب الإعادة عليه في ظرف تذكره لسقوط الامر بالطبيعة المأمور بها بالمأتي به في حال النسيان (ومعه) لا مجال لدعوى رجوع الشك في حال التذكر إلى الشك في سقوط التكليف بالجز كما لا مجال لدعوى اقتضاء إطلاق الأدلة عند التذكر وجوب الاتيان بالطبيعة الواجدة للجز المنسي (فان فرض الكلام) في الرجوع إلى أدلة البراءة انما هو في صورة عدم إطلاق الأدلة، وفي هذا الفرض أين إطلاق حتى يقال إن مقتضاه وجوب الاتيان بالطبيعة الواجدة للجز المنسي (نعم) يتم هذا الكلام في رفع الجزئية بعنوان النسيان لا بعنوان المشكوكية، فإنه مع العلم بالجزئية بمقتضى إطلاق أدلة الاجزاء يشك في سقوط التكليف عن الجز المنسي في حال التذكر بإتيان ما عداه في حال النسيان (ولكنه) خارج عن فرض المسألة كما هو ظاهر (هذا كله) في رفع الجزئية بعنوان ما لا يعلم، وقد عرفت انه مع الشك في جزئية المنسي للطبيعة المأمور بها في حال النسيان وعدم إطلاق الأدلة لا قصور في التمسك بحديث الرفع لرفع الجزئية في حال النسيان وعدم وجوب الإعادة عند التذكر وزوال الغفلة (واما رفعها) بعنوان النسيان، فقد يقال إن مقتضى رفع النسيان هو عدم الجزئية في حال النسيان واختصاصها بحال الذكر ولازمه الاجتزاء بالمأتي به بدون المنسي وعدم لزوم الإعادة عند التذكر (ولكن فيه إشكال) فان المرفوع، اما ان يجعل كونه نفس النسيان بجعله في إضافة الرفع إليه عنوانا مستقلا لا مرآة إلى أمر آخر غايته لا على نحو الحقيقة كي يلزم الكذب بل على نحو من العناية والادعاء فيكون رفعه بلحاظ اثره وما يترتب عليه من ترك الجز الموجب لترك الكل وهو أيضا بلحاظ ما يترتب عليه من الفساد ووجوب الإعادة، أو يجعل كونه هو المنسي اما بجعل النسيان بمعنى المنسي أو بجعله عنوانا مشيرا إلى ما هو المرفوع وهو المنسي (وعلى التقديرين) لا مجال للتمسك بالحديث لاثبات الاجتزاء بالمأتي به في حال النسيان وعدم وجوب الإعادة في ظرف التذكر وزوال الغفلة، وذلك على الأول ظاهر، لعدم كون
(٤٢٨)