درر الفوائد - الشيخ عبد الكريم الحائري - ج ٢ - الصفحة ٣٣٨
بالحسن ويستحق الموجد له في النفس العقوبة فيما نحن فيه كما يستحق المثوبة في الانقياد والحاصل ان نفس العزم على المعصية قبيح وان لم يترتب عليه المعصية نعم لو انجر إلى المعصية يكون أشد قبحا فان قلت كيف يمكن ان تكون الإرادة اختيارية والمعتبر في اختيارية الشيء ان يكون مسبوقا بها فلو التزمنا في الإرادة كونها اختيارية لزم التسلسل قلت انما يلزم التسلسل لو قلنا بانحصار سبب الإرادة في الإرادة ولا نقول به بل ندعي انها قد توجد بالجهة الموجودة في المتعلق أعني المراد وقد توجد بالجهة الموجودة في نفسها فيكفي في تحققها أحد الأمرين وما كان من قبيل الأول لا يحتاج إلى إرادة أخرى وما كان من قبيل الثاني حاله حال ساير الأفعال التي يقصدها الفاعل بملاحظة الجهة الموجودة فيها ولازم ما ذكرنا انه قد يقع التزاحم بين الجهة الموجودة في المتعلق والموجودة في الإرادة فحينئذ ترجيح إحدى الجهتين يستند إلى إرادة أخرى فلو فرضنا كون الفعل مشتملا على نفع ملائم لطبع الفاعل وكون إرادته مشتملة على ضرر يخالف طبعه فترجيح إرادة الفعل انما هو بعد ملاحظة مجموع الجهتين والإقدام على الضرر المرتب على تلك الإرادة ولا نعنى بالفعل الاختياري الا هذا والدليل على ان الإرادة قد تتحقق لمصلحة في نفسها هو الوجدان لأنا نرى إمكان ان يقصد الإنسان البقاء في المكان الخاص عشرة أيام بملاحظة ان صحة الصوم والصلاة التامة تتوقف على القصد المذكور مع العلم بعدم كون هذا الأثر مرتبا على نفس البقاء واقعا ونظير ذلك غير عزيز فليتدبر في المقام
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»